اللشمانيا وآثارها

الدكتور خالد بن محمد الغامدي

 

تعتبر اللشمانيا مرضاً طفيلي المنشأ حيث يسببه طفيلي اللشمانيا بأنواعه المختلفة وينتقل عن طريق قرصة ذبابة الرمل. وهي حشرة صغيرة جداً لا يتجاوز حجمها ثُلث حجم البعوضه العادية ويزداد نشاطها ليلاً ولا تصدر صوتاً عند طيرانها لذا قد تلسع الشخص دون أن يشعر بها.  وتنقل ذبابة الرمل طفيلي اللشمانيا عن طريق مصه من دم مصاب (إنسان أو حيوان كالكلاب والقوارض) ثم تنقله إلى دم الشخص التالي فينتقل له المرض.

 

 

 

 

ويكثر حدوث المرض في مناطق معينة من العالم منها الشرق الأوسط وأمريكا الوسطى والجنوبية والهند ويزداد انتشارها في المناطق الزراعية والريفية ولكنها قد توجد في المدن كذلك.

 


وهناك أنواع عديده من اللشمانيا فهناك اللشمانيا الجلدية والداخلية والجلدية المخاطية.

 


تصيب اللشمانيا الداخلية الأعضاء الباطنية في الجسم مثل الكبد والطحال ونخاع العظم. ويشعر المريض بحمى وتعب ويكون لديه تضخم في الطحال والكبد والغدد المفاوية ويظهر لديه في فحوصات الدم نقص شامل في كريات الدم وقد يكون هذا المرض خطيراً.


أما اللشمانيا الجلدية فتظهر بعد عدة أسابيع من لسعة ذبابة الرمل على شكل حبوب حمراء صغيرة أو كبيرة ثم تظهر  عليها تقرحات ويلتصق على سطحها إفرازات متيبسة ولا تلتئم هذه القروح بسرعة . وتظهر عادة هذه الآفات في المناطق المكشوفة من الجسم.

 

أما  اللشمانيا الجلدية المخاطية فهي عبارة عن إصابة جلدية مع إصابة الأغشية المخاطية وتعتبر أسوأ من اللشمانيا الجلدية فقد تسبب تشوهات دائمة بالوجه وخصوصاً الأنف حيث قد تؤدي إلى تلف الحاجز الأنفي.

 


وسنركز حديثنا هنا عن اللشمانيا الجلدية والتي يصاب بها حوالي مليون ونصف شخص سنوياً حول العالم . قد تظهر اللشمانيا الجلدية على شكل آفة وحيدة أو  عدة آفات جلدية وتؤدي إلى أسوأ الأضرار إذا أصابت الوجه فقد تؤدي إلى ندبات دائمة إلا إذا تم علاجها مبكراً.

 

والنقطة الأهم في حديثنا عن اللشمانيا هو كيف تتم الوقاية منها؟

 


أولاً : لا يوجد حتى الآن لقاح (تطعيم) أو دواء يُعطى ليمنع حدوث اللشمانيا. ولكن يمكن التخفيف من نسبة الإصابة باللشمانيا بشكل كبير إذا تم اتباع الإرشادات التالية:

 


1- عليك بتوخي الحذر في المناطق الموبوءة خصوصاً وقت نشاط ذبابة الرمل وهو من الغروب إلى الشروق، لذلك ينبغي ارتداء ملابس ذات أكمام طويلة واستخدام الناموسية عند النوم .

 


2- يمكن رش الناموسية أيضاً بمادة بيرمثرين وهي مبيد حشري فعال.

 


3- يمكن دهن الأماكن المكشوفة من الجسم بمادة طاردة لذبابة الرمل تسمى
DEET.

 


كما ينبغي التوجه لطبيب الأمراض الجلدية عند حدوث آفات يمكن أن تكون بداية للشمانيا.

 

 

 

 


*إذا حصلت الإصابة باللشمانيا فيكف يتم العلاج؟


هناك عدة طرق للعلاج فإن كانت الآفة (موقع الإصابة) وحيدة وفي مكان غير حساس (ليست في الوجه) فيمكن علاجها بالكي بالتبريد أو ببعض الكريمات الموضعيه مثل فيوسدين أو داكتارين.
أما إذا كانت بالوجه فينبغي الاهتمام بعلاجها أكثر لأنها قد تحدث ندبة دائمة. يمكن استخدام إبرة بنتوستام  داخل الآفة وهذه تكرر أسبوعياً لمرة أو أكثر حسب الاستجابة.


إما إذا كانت الأفة كبيرة أو عددها كثير فيمكن حقن البنتوستام بالعضل وذلك لمدة 20 – 28 يوماً حسب الحالة .


وهناك علاجات أخرى مثل الكبسولات المضاده للفطريات مثل الفلوكونازول أو اتراكونازول .

 


*كيف يمكن علاج آثار (ندبات) اللشمانيا؟


يمكن عمل استئصال جراحي لندبات اللشمانيا حتى تصغر وذلك على عدة مراحل لكن المشكلة في ذلك هو أن تلك العمليات نترك آثاراً دائمة كما لا يمكن عملها في مناطق حساسة مثل حول العين لأنها قد تسبب شداً على الجفن قد يعيق عملية إغلاقه وما لذلك من مضاعفات على العين.

 

كما أن استئصال الندبات في أماكن يكون الجلد فيها غير مرن (مثل الأنف) أمر فيه من الصعوبة ما فيه واذا تم أخذ رقعه من جلد اخر كالبطن أو الفخذ فإن اللون والملمس لا يكون مطابقا" مما يؤدي إلى نتائج غير مرضية.

 

 

*إذا ما هو الحل ؟


هناك تقنيات جديدة واعدة تؤدي إلى انكماش الندبات وتحسن مظهرها منها الليزر التقشيري وكذلك الفراكشنال ليزر (مثل الفراكسل) وقد تمت معالجة بعض الحالات وأبدت تحسنا "كبيرا".. والفراكسل عبارة عن تقنية ليزر متطورة بحيث تعطي العلاج بشكل مجزأ على سطح البشره وذلك بخلاف الأنواع القديمة من الليزر والتي تزيل طبقه من الجلد كقطعة واحدة وهو ما يعرف بالليزر المقشر.


أما الفراكسل فيستخدم تقنية مبتكره من قبل فريق ابحاث متخصص بجامعة هارفرد الأمريكية حيث تعطى أشعة الليزر بشكل موزع ليحُدث ما يسمى بالاعمدة المجهرية الحرارية ويقاس عرضها بالميكرون - جزء من الألف من المليمتر.

 

 

 

وبفضل هذه الطريقة المبتكرة في إعطاء الليزر على بقع مجزءه تبقى مناطق من الجلد التي لم يخترقها الليزر بين البقع التي تم علاجها بالفراكسل  سليمة مما يؤدي الى عدم تكون جرح على الجلد بخلاف الليزر المقشر الذي يحدث جرح مشاهد يستمر لمدة اسبوع تقريباً لا يستطيع المريض فيها الذهاب إلى العمل أو حضور المناسبات الإجتماعية كذلك يبقى هناك إحمرار على البشرة لمدة أسابيع إلى شهور وذلك بحسب الحالة.


أما في تقنية الفراكسل فليس هناك جرح مشاهد والإحمرار الذي يحصل ويصاحبه قليل من الإنتفاخ يستمر فقط لمدة يومين إلى ثلاثة أيام يستطيع بعدها المريض الذهاب إلى عمله ومزاولة حياته بشكل عادي جداً.


ونظراً لكفاءة تقنية الفراكسل فقد حصلت على الاعتماد من هيئة الغذاء والدواء الأمريكيه
FDA.


ومما يميز هذا النوع من الليزر بخلاف أنواع الليزر الأخرى مناسبته للبشرة الداكنة بشكل عام مع العلم أنه في حالات نادرة قد يحصل تصبغات لكنها مؤقتة وتزول بكريمات التفتيح.


و يحتاج المريض  إلى خمس أو ست جلسات علاجيه ليحصل على النتائج المطلوبة وتتراوح الفترة بين كل جلستين من ثلاثة إلى أربعة أسابيع كما أن المزيد من التحسن يستمر في الظهور لعدة شهور بعد إنتهاء آخر جلسة وذلك بسبب أثر الفراكسل طويل المدى على تجديد الكولاجين في طبقات الجلد الداخلية.

 


الدكتور/ خالد بن محمد الغامدي

استشاري الأمراض الجلديه وجراحة الجلد بالليزر

بروفسور مشارك بكلية الطب - جامعة الملك سعود

The best bookmaker in the UK William Hill - whbonus.webs.com William Hill