الأمراض الجلدية في الحج

الدكتور خالد بن محمد الغامدي

 

يعد الحج موسماً فريداً من نوعه وذلك لاجتماع أكثر من مليوني شخص من مختلف بقاع الأرض في بقعه صغيره وفقي فتره  محدودة من الزمن. علاوة على أن جو المشاعر المقدسه دافئ إلى حار حسب وقوع الحج في فصول السنه المختلفة. ولوجود الزحام الشديد والحرارة والرطوبة والتعرض الطويل للشمس يكون موسم الحج مهيئاً لحدوث بعض المشاكل الجلدية أكثر من غيره من الأوقات.

وقد عملت دراسات ميدانيه أوضحت أن نسبة الأمراض الجلدية في الحج تفوق 6%. ولكن المهم في الموضوع أن معظم هذه الأمراض يمكن منع حدوثها وإذا حدثت يمكن معالجتها بشكل كاف إذا تم العلاج في بداية المشكلة.

 


ويمكن تقسيم الامراض الجلدية في الحج إلى نوعين :-


النوع الأول:- تفاقم أمراض جلديه مزمنة موجودة عند المريض من قبل.


النوع الثاني:- حدوث أمراض جلديه جديدة أثناء الحج.


ومن أهم أسباب تفاقم الأمراض الجلدية المزمنة عند الحاج أثناء الحج ما يلي: -


نسيان أخذ العلاجات المستمرة أو عدم الانتظام في تعاطيها أو التعرض لمثيرات تزيد الحالة مثل الأمراض التي  بها حساسية للتعرض للشمس فقد تزيد في الحج.


أما النوع الثاني من أمراض الجلد في الحج فقد يسببها العدوى من الآخرين بسبب استخدام أدواتهم الشخصية أو كثرة التعرض للشمس أو عدم إتباع إجراءات النظافة المطلوبة.


ومن الإمراض التي تزيد بالتعرض للشمس مرض الذئبه الحمراء( وهو مرض يصيب أجهزة متعددة في الجسم ويظهر على الجلد ويتفاقم بالتعرض الطويل للشمس) وكذلك الكلف ( وهو عبارة عن تصبغات بنيه على الوجه تحصل لدى النساء أكثر من الرجال وتزداد بشده مع التعرض للشمس)، وكذلك يوجد لدى بعض الناس حساسية ضياءيه (يحصل لديهم حكه وطفح بعد التعرض لأشعه الشمس).  وهناك التهاب فيروسي يحصل على طرف الشفه يسمى بالهربس البسيط يظهر على شكل حويصلات بها سائل شفاف على خلفيه حمراء ومن أسباب انتكاس الحالة التعرض الطويل للشمس مع الإجهاد. لذا فإن الوقاية من التعرض المباشر للشمس يعد أمرأ مهماً للوقاية من انتكاسه هذه الإمراض.


وقد تحصل الحروق الشمسية حتى لدى الأشخاص الذين ليس لديه أمراض مسبقة. ويحصل الحرق الشمس بالتعرض الطويل لأشعة الشمس المباشرة ويظهر على شكل بقع حمراء ومنتفخة وشديدة الحكة وتكون كذلك مؤلمه وقد تظهر بها فقاعات ويتم علاج الحروق الشمسية عن طريق استخدام الكمادات الباردة وكريم الستر وئيد مع أخذ حبوب مخففه للألم.


ويعد التهاب ثنيات الجلد  (المذح) مشكلة شائعة لدى الحجاج خصوصاٍ البدناء منهم، حيث يظهر على شكل  منطقة حمراء وقد يظهر بها حبوب ذات رؤوس بيضاء صديدية إذا غزت فطريات الخمائر هذه المنطقة. وقد يستدعي الأمر استخدامات كريمات مضادة للفطريات ويمكن تجنب التهابات ثنيات الجلد بتهوية المنطقة وارتداء الملابس القطنية الواسعة.


كما قد تحدث تسلخات في مناطق الإحتكاك بين الفخذين خصوصاً لمن يمشون فترات طويلة ومتواصلة ولا يستخدمون كريمات عازلة أو بودرة لتجفيف العرق.


كذلك قد تحدث إصابات وجروح لدى مرض السكري بالقدمين وذلك لفقد الإحساس في هذه المناطق وقد تتفاقم هذه الحالة ويتلوث الجرح لذا ينصح بارتداء حذاء واقي ومناسب كذلك ينبغي تفقد القدم بشكل يومي لعلاج أي التهاب بشكل مبكرقبل  أن تتطور الأمور وتصبح الحالة صعبة.


ومن الممارسات الخاطئة في الحج (وهي لا تعتبر مرضاً جلدياً لكن قد ينتقل عن طريق الجلد أمراض خطيرة) استخدام أمواس الحلاقة الملوثة والتي قد استخدمها آخرون
، وهده الممارسة خطيرة جداً حيث تنقل إمراض معديه مثل الايدز والتهاب الكبد الوبائي، لذا ينبغي استخدام الأمواس ذات الاستخدام الواحد وإذا كانت غير موجودة ينصح باستخدام الحلاقة بالماكينة بدلاً عنها فهي أكثر أماناً لقلة احتمالية حصول جرح بالجلد.


وكذلك قد يقوم بعض الحلاقين عند حصول جرح في الرأس يوضع مادة الشبه عليه (وهي مادة بيضاء تشبه قلم الطباشير) وذلك لإيقاف الدم. والمشكلة في هذه الممارسة أن أصبع الشبه هذا قد تم استخدامه لعشرات الحجاج قبلك مما قد يؤدي لانتقال الإمراض المعدية آنفه الذكر. وعند حدوث أي قطع بالجلد يمكن إيقافه بكويه بأعواد نترات الفضة
Silver Nitrate أو سائل كلوريد الألومنيوم20% أو حتى بالضغط المتواصل على المنطقة بمنديل أو شاش لبضعة دقائق.


نصائح عامة للحجاج :-


1)  عدم استخدام أمواس الحلاقة المستخدمة من قبل آخرين حتى ولو كانت معقمه بل ننصح باستخدام أمواس جديدة ذات الاستخدام الواحد.


2)  الوقاية من التعرض للشمس بالطرق التالية :-


- استخدام الشمسية


-  تجنب أوقات الشمس القوية خصوصاً وقت الظهيرة .


-  لمن لديه مشاكل جلديه تتفاقم بالتعرض للشمس ننصح باستعمال الواقي الشمسي والاستخدام الصحيح للواقي الشمسي يكون بوضع كمية وافره منه على الوجه واليدين قبل الخروج بثلث ساعة ويتم تكرار وضعه كل 3 ساعات إذا كان الحاج سيبقى في الشمس مده أطول من 3 ساعات. علماً بأن مفعول الواقي يزول بعد غسله أو مرور 3 ساعات على وضعه حتى لو لم يغسل.


3)  عدم استخدام مناشف وأدوات الغير.


4)  الحرص على الاستحمام المتكرر وتجنب الصابون القوي أو المعطر (لأنه قد يهيج بعض الأمراض مثل الأكزيمه).


5)  من كانت لديه أمراض جلديه مزمنة ويأخذ لها أدوية بشكل مستمر يجب عليه مراجعة طبيب الإمراض الجلدية قبل سفرة للحج كما ينبغي عليه أخذ كمية كافيه من الأدوية معه.   

 
6) مراجعة طبيب الإمراض الجلدية عند تفاقم المرض الجلدي للحصول على العلاج المبكر.

 

وفي الختام نتمنى لجميع الحجاج حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً.


   

         
الدكتور/ خالد بن محمد الغامدي

استشاري الأمراض الجلديه وجراحة الجلد بالليزر

 

 

 

 

 

The best bookmaker in the UK William Hill - whbonus.webs.com William Hill