صدفية الرأس

من الأمراض الجلدية المزمنة والمجهولة السبب.. وحتى الآن لم تتمكن الدراسات من تحديد السبب الحقيقي الذي يؤدي لحدوثها رغم وجود العديد من الدلائل التي تشير إلى دور كل من الوراثة والجهاز المناعي في المرض. حيث تعتبر الوراثة من العوامل التي ثَبُتَ دورها في الصدفية، والتي تجعل شخصاً ما دون غيره معرضاً للإصابة (الاستعداد الوراثي). ومن ثم يأتي دور المحرضات البيئية المختلفة التي تقوم بتحويل هذه القابلية للإصابة بالمرض إلى صورة سريرية حقيقية.  

ويمكن للصدفية أن تصيب أي منطقة من الجلد من فروة الرأس وحتى أظافر القدمين كما أن لها عدة أنواع سريرية ومنها صدفية الرأس.

قشور فضية ناعمة

تصيب صدفية الرأس على الأقل 50% من مرضى الصدفية بشكل عام ، كما أنها يمكن أن تكون المرحلة الأولى للصدفية المزمنة ، وقد تبقى الإصابة محصورة في الرأس لسنوات عديدة قبل أن تنتشر إلى مناطق الجسم الأخرى.

 

وتظهر صدفية الرأس عادة على شكل قشور بيضاء فضية ناعمة كثيراً ما يظنها المصاب بأنها نوع من قشرة الرأس العادية التي تنجم عادة عن نوع من الفطور (Microsporum Ovale) والتي تصيب أصحاب البشرة الدهنية خاصة ، مما يقوده إلى استعمال الشامبوهات المضادة للقشرة والتي قد تعطي بعض الفائدة لفترة بسيطة من الزمن ثم تعاود الظهور بعد إيقاف العلاج.

 

ويمكن تمييز صدفية الرأس بسهولة من قبل الطبيب حيث تترافق مع احمرار والتهاب في فروة الرأس فتظهر على شكل سطح محمر مغطى بقشور بيضاء. ويمكن للإصابة أن تكون محصورة في منطقة صغيرة من الرأس. وقد تمتد لمساحات كبيرة فتصيب كامل الرأس، وأحياناً تمتد إلى المنطقة خلف الأذنين والجبهة إلا أنها لا تتجاوز الشعر نهائياً.

 

وتمتاز صدفية الرأس بأنها مزمنة وقد تمتد الإصابة لعدة سنوات فتشتد أحياناً وتخف أحياناً أخرى.  ومن الملاحظ أن صدفية الرأس ومهما طالت فترة الإصابة بها فإنها لا تؤدي إلى تساقط الشعر أبداً . وفي فترة ما قد تنتشر الصدفية لتصيب مناطق أخرى من الجسم مثل الركبتين والمرفقين وأسفل الظهر ، وهي الأماكن التي تصاب عادة في الصدفية.

 

يمكن أن تختلط الصدفية أحياناً مع الأمراض الفطرية التي تصيب الرأس ومع التهاب الجلد الدهني  Seborrhoeic Dermatitis، فهما متشابهان إلى حد كبير من الناحية السريرية. فهناك احمرار والتهاب في فروة الرأس في كلا المرضين إلا أنهما يختلفان عن بعضهما بأن التهاب الجلد الدهني كثيراً ما يصيب الوجه وخاصة في منطقة الحاجبين وزوايا الأنف في حين أن الصدفية نادراً ما تظهر على الوجه.

 

كما أن الحكة تعتبر من الأعراض المرافقة لالتهاب الجلد الدهني وهي من النادر أن ترافق الصدفية.

 

وتكون القشور في الصدفية عادة بيضاء وجافة أما في حالة التهاب الجلد الدهني فإنها تكون مصفرة اللون.

 

 مجموعة كبيرة من العلاجات

من المهم جداً أن يعرف المريض أن الصدفية من الأمراض المزمنة والتي يحتاج علاجها إلى المثابرة والاستمرارية في استخدام العلاج وقد يمتد هذا لعدة سنوات أحياناً . ومن الضروري استشارة الطبيب لاختيار العلاج الأنسب والأفضل.

 

وهناك مجموعة كبيرة من العلاجات التي تستخدم للسيطرة على صدفية الرأس نذكر منها:

 

* مركبات القطران : Tar products

وهي تكون على شكل شامبوات أو كريمات أو صابون وهي تستخدم بشكل واسع وتكون ذات فعالية أكبر عند استعمالها مع المواد المزيلة للقشور أو بمشاركتها مع العلاجات الأخرى.

 

يتم فرك الشامبو بلطف وبشكل جيد للحصول على رغوة وفيرة، ومن ثم تترك الرغوة عدة دقائق على الرأس  قبل إزالتها بالماء، ومن مساوئ القطران رائحته الخاصة كما أنه قد يؤدي إلى تصبغ الملابس ولذلك يفضل استعمال شامبوات تجميلية بشكل تالي لشامبوات القطران.

 

المواد الحالة للقشور : Keratolytics

وتستخدم على شكل مراهم أو محاليل أو شامبوات مثل حمض الساليسيليك.

وهي تعتبر الخطوة الأولى في علاج صدفية الرأس وهي من خلال إزالتها للقشور فإنها تساعد على امتصاص الأدوية الأخرى وتزيد من فعاليتها.

 

مركبات الكورتيزون :

والتي يجب أن تستخدم لفترات زمنية قصيرة وتكون على شكل محاليل أو دهون . مركبات كربونية منظفة : مثل حمض اللبن lactic acid بتركيز مدروس.

 

أخيرا، إليكم بعض النصائح الخاصة بمرضى صدفية الرأس:

صدفية الرأس مرض مزمن وتحتاج لفترة علاج طويلة نسبياً لذلك من أهم شروط نجاح العلاج هو الصبر والمتابعة.

- يفضل عدم حك الفروة بشكل شديد لأن من شأن ذلك أن يساهم في اشتداد الصدفية ويساعد على ظهور بقع صدفية جديدة.

- الاستمرار على استعمال الشامبوات الموضوفة حتى بعد زوال الأعراض ولعدة أشهر للإقلال من احتمال نكس وعودة المرض مجدداً.

- أخذ حمام دافئ بشكل يومي يساعد على التخلص من القشور ويعزز من امتصاص العلاجات الموصوفة.

- تنظيف الشعر بلطف ويجب على المريض أن يدع شعره يجف لوحده وعدم تسريح وتصفيف الشعر وهو مبتل لأن ذلك قد يؤدي إلى رض جذور الشعر ويساعد على تساقطها، ومن المهم استخدام فرشاة شعر ذات أسنان طرية.

- من الأفضل الإقلال من استخدام صبغات الشعر والمثبتات ما أمكن لأن من شأنها أن تسيء لحالة المريض .

- يفضل أن تحتفظ بشعرك قصيراً لأن ذلك يساعد على وضع العلاجات الموصوفة وعلى امتصاصها بشكل جيد.

- عدم استعمال أي منتج أو دواء معين قد تشتريه من الصيدلية أو ينصحك به شخص آخر غير الطبيب.  وعندما يصف لك طبيبك أي علاج تأكد من طريقة استعماله بشكل صحيح.

الدكتور محمد غياث التركماني

استشاري أمراض وجراحة الجلد والعلاج بالليزر