الحساسية الآتوبية - 20-25 ٪ من البشر يصابون بها

 

تعد الحساسية الآتوبية من أكثر الأمراض ازعاجاً سواء بالنسبة للمرضى وكذلك لذويهم، وهو على الرغم من أنه مرض مزمن قد يصاحب الأطفال حتى البلوغ إلا أنه يتميز بنوبات من النشاط المرضي يتلوها فترات من السكون تختلف في مدتها من طفل إلى آخر ويعد المرض جزء من ثلاثية الحساسية الشهيرة مع حساسية الصدر والأنف, وينتشر المرض أكثر بين الأطفال، ولكن يمكن أن يصيب أي مجموعة من سائر الأعمال جميع الأعمار.

 

وتظهر الإحصاءات أن حوالي 20-25٪ من البشر في العالم يصابون بهذا المرض ومن المتوقع أن يزداد هذا العدد بالسنوات القادمة نظراً لتغير نمط الحياة وتتوافق نسبة هذا المرض في المملكة العربية السعودية مع الدراسات العالمية مع ارتفاع النسبة بالطائف ونجران والجوف.

وينشأ هذا المرض نتيجة قصور جيني وراثي إلى نمط مناعي غير طبيعي من ناحية بالإضافة إلى وجود خلل بالحاجز الجلدي (Skin barrier) بالشخص المعرض للإصابة بالمرض مما يؤدي إلى سرعة فقدان الماء عبر البشرة مما يؤدي إلى الجفاف المؤدي إلى بداية الحكة وما يتلوها من سلسلة التفاعلات المؤدية إلى نشاط المرض.

وتعد العوامل البيئية من أهم العوامل التي تثير بداية ظهور المرض فالتعرض للتلوث قد يؤدي إلى تكوين مسببات التحسس (Antigen) كذلك فإن ارتفاع مستوى المعيشة وصغر عدد العائلات يؤدي للتعرض إلى المزيد من مسببات التحسس أكثر حيث إنه نتيجة لنمط الحياة لالسريع وما يصاحبه من التعرض لمواد غذائية وملابس جديدة علينا كما أن السفر والهجرة يزيد من ظهور المرض حيث ترتفع نسبة ظهور المرض بين المهاجرين إلى بلدان العالم المتقدم عن من يماثلهم في بلد الهجرة.

وتبدأ خطوات التسلسل المناعي للمرض بالتعرض لبعض المهيجات الجسدية مثل الصابون والمطهرات، والكيماويات الكلورين والملابس الخشنة التي يتغير تأثيرها بعوامل أخرى خارجية مثل الحرارة والرطوبة.

وتتوفر محفزات الجهاز المناعي (Allergen) ببعض الأطعمة مثل الصويا، البيض، السمك، الحليب، وأخرى أو في الهواء مثل الفطريات واللقاح والنباتات وغير المنزل والعتة.

دور الحاجز الدهني بالجلد:

يلعب خلل الحاجز الدهني بالجلد الآن دوراً أساسي في نشأة المرض، من المتعارف عليه أن الطبقة الخارجية (القرنية) للجلد.

(stratum corneum) تتكون بالأساس من السيراميد 37٪، الكوليسترول 32٪، أحماض أمينية حرة 16٪ واسترات الكوليسترول 15٪.

هذه الطبقة الدهنية توفر المرونة للجلد وتمنع فقدان المياه منه وفي حالة الحساسية يوجد خلل في هذه المكونات حيث يقل السيراميد ويزداد الكوليسترول مما يؤدي لفقدان الوظيفة الحاجزة للجلد مما ينشأ عنه فقدان المياه وتعرضه للجفاف مما يسهل على محفزات الجهاز المناعي والبكتريا على اختراقه لطبقات اعمق مما يزيد من إمكانية حدوث وشدة الحساسية.

التشخيص :

إن تشخيص المرض يعتمد على شكوى المريض من الحكة وظهور خشونة (lichenification) بالثنايا الجلدية بالبالغين وإصابة الوجه والسطوح الباسطة بالنسبة للأطفال، كذلك حقيقة كونه مرض مزمن مع فترات من الشفاء والانتكاس المرضي، وأيضاً في حالة وجود التاريخ المرضي للعائلة حيث من الشائع أن يكون أحد أفراد العائلة مصاب بمرض من أمراض الحساسية التي أوردناها من قبل.

كما توجد معايير أقل أهمية مثل جفاف الجلد، ارتفاع (I g E) بالدم والتهاب الشفاة.

كما أن الشكل الاكلينيكي يتفاقم بالالتهاب البكتيري (staphylococus) والالتهاب الفيروسي الهربس البسيط.

ومن أهم ما يصاحب المرض من متلازمات أنه يؤدي إلى اضطرابات بالنوم وتؤثر بنسبة على طبيعة حياة المريض والأسرة المحيطة حيث تحد من مجهوده الجسماني والذهني وتؤثر على المزاج كما يؤثر أيضاً على أدائه الوظيفي.

 

العلاج :

لا يمكن القضاء على الاكزيما ولكن تتنوع العلاجات المستخدمة للسيطرة عليها:

1- المرطبات: أصبحت المرطبات جزء أساسياً من نظام العلاج للمرض ويجب أن تستمر جزء من العلاج حتى بعد تحسن المريض وكذلك على المناطق غير المصابة.

2- الستيرودات: وتنقسم إلى عدة أنواع فمنها الخفيفة والمتوسطة والفعالة وهي تعمل بسرعة على تخفيف الأعراض كالاحمرار والحكاك المستمر ولكن لا ينصح باستعمالها بشكل متواصل أو لفترات طويلة وخاصة الأنواع الفعالة وذلك تجنباً للأعراض الجانبية مثل ترقق البشرة وبصفة عامة لا يجوز استخدام الستيرويدات دون استشارة طبية لتجنب الاثار الجانبية.

3- مثبطات الكالسنيورين الموضعية: تعمل هذه العلاجات على تثبيط نوع من الخلايا التي تلعب دوراً مهماً في حدوث المرض، وتعمل هذه العقاقير على تقليل عدد نوبات المرض بمرور الوقت وكذلك تخفف من حدتها وتشير بعض الدراسات إلى قدرة هذه المجموعة على منع نوبات المرض المستقبلية مما يساهم في السيطرة على المرض.

4- علاجات أخرى: قد تستعمل بعض مضادات الهستامين لتخفيف الحكة ولكن ليس لها دور في تخفيف الاحمرار أو التورم.. ويفضل تناولها مساء، وفي حالة وجود التهاب بكتيري فقد يتوجب على المريض استخدام مضاد حيوي مناسب.

من أهم الأشياء للسيطرة على المرض:

- برنامج العناية بالجلد عن طريق التنظيف والترطيب وتشجيع المريض وتعريفه بالأنواع الملائمة له.

- تجنب محفزات المرض من مواد مثيرة للجلد من صابون ومطهرات ودرجات حرارة عالية والرطوبة.

- استعمال القفازات والمضادات لتجنب الحكة.

- الدعم والمساندة العاطفية ومعنوية للمريض وللأسرة للحصول على أفضل سيطرة على المرض.

أنواع المرطبات (Emollients):

بناء على طريقة عملها تصنف إلى:

- (occlusive) المرطبات المغلقة حيث انها تكون طبقة من الدهون فوق سطح الجلد مما يمنع من فقدان المياه مثل الشمع والبتروليم وهي أكثرهم فعالية في الاقلال من فقدان المياه.

- (Emollient) مرطبات مثل الدهون والسيلكون ولها خاصية الاغلاق الجزئي.

- (Humectants) تساعد على جذب المياه والاحتفاظ بها بالطبقة القرنية للجلد مثل الجليسرين، السوربيتول، يوريا، حمض اللاكتيك.

الخصائص الواجب توفرها في المرطب المثالي:

- منع فقدان المياه من طبقة الجلد.

- القدرة على أن يستعيد وظائف الحاجز الجلدي.

- ألا يسبب تهيج أو إثارة للجلد.

الدكتور مصطفى متولي

مجلة الجلدية العدد السادس عشر