في فصل الصيف ... احذر الأشعة فوق البنفسجية

الدكتور عبدالله بن محمد العيسى

 

في فصل الصيف تتنوع سبل الترفيه عن النفس ومعها تكثر المشكلات الصحية التي يمكن تفاديها بالتأكيد إذا عرفنا كيف نحتاط للأمر ونتزود بالإرشادات: 

من الطبيعي أن يصبح الجلد أكثر تعرّضاً لأشعة الشمس على الشاطئ في فصل الصيف. ويأتي تسمير الجلد نتيجة منطقية لهذا التعرّض. ولكن كثرة التعرض لأشعة الشمس تحمل في أطوائها أخطاراً جسيمة، منها أن امتصاص الجلد بشكل تراكمي مطرد للأشعة فوق البنفسجية من الشمس يمكن أن يسبب كثيراً من الآفات الجلدية الخطيرة – منها سرطان الجلد – لا سيما لذوي البشرة البيضاء.

كذلك فإن التعرض لأشعة الشمس يسهم في تشكيل التجاعيد قبل الأوان، وفي تبدل لون الجلد. وبعض مناطق الجلد أشد تحسساً من سواها بأشعة الشمس، كالأنف مثلاً.

لكي يتفادى الإنسان أخطار الإصابة بالآفات الجلدية بسبب التعرض الكثير للشمس، عليه أن يحسن اختيار الأوقات المناسبة للسباحة، كأن يقلل قدر الإمكان فترة التعرض لأشعة الشمس بين الساعة العاشرة صباحاً والساعة الثالثة بعد الظهر، فهذه المدة هي التي تكون الشمس فيها في أقوى حالتها وأشدها ضرراً.

ويجب دهن الجلد بواقيات الشمس لحمايته من الأشعة فوق البنفسجية، حتى ولو كان اليوم الصيفي غائماً، لأن ما بين 70 و 80% من هذه الأشعة يمكنها اختراق الوهج الغائم فتحدث عليه آثارها الضارة، ولو ظن الإنسان أنه بمنجى منها بسبب غياب قرص الشمس.

أحسن اختيار نظارات الشمس:

ليس الجلد هو الجزء الوحيد من الجسم الذي يحتاج إلى عون لمكافحة آثار الأشعة فوق البنفسجية الضارة. فكثرة التعرض لهذه الأشعة سنوات طويلة يعرض العينين لخطر الإصابة بالساد ( Cataract ) والجفون لاحتمال الإصابة بسرطان الجلد. وينصح الاختصاصيون من أجل تفادي ذلك بوضع نظارات شمسية داكنة تستطيع صد 99% من الأشعة فوق البنفسجية.

يجب على الإنسان عند شرائه نظارة شمسية واقية أن يراعي هذه الحقيقة وأن يطلب من طبيب العيون أن يصف له العدسات المناسبة. فالنظارات المبتذلة الرخيصة التي تباع على الأرصفة ومن قبل الباعة المتجولين قد لا تصلح لغرض الحماية المطلوبة في الأماكن الساحلية أو المشمسة. فالعدسات " المستقطبة " المناسبة تبدد أشعة الشمس التي تنعكس على صفحة الماء وبذلك تضعف الوهج الشمسي. أما العدسات الملونة، كالحمراء أو الزرقاء الزاهية فإنها قد تسبب انزعاج لابسها. ويستحسن أن تكون الألوان ، إذا كان لابد منها رمادية أو بنية أو خضراء.

صحةالقدمين :

إذا اجتمعت الحرارة والرطوبة معاً في الحذاء تحول إلى بيئة لزجة مثالية لنمو الفطريات. ولامتصاص الرطوبة يوضع بودرة نشاء أو بودرة أطفال في داخل الحذاء.

فإذا لاحظ الإنسان وجود تقشر وانصباب سائل أصفر صاف من أي جزء من أجزاء القدم ويشعر بحكة فيها فليراجع طبيبه، فقد يكون مصاباً بمرض جلدي فطري.

ويمكن أن تسبب الحرارة علة ثانية، فكثيراً ما تنتفخ القدمان بسبب الحرارة وتسببان ألماً عند لبس حذاء ضيق. إن مفتاح الحل لتخفيف مقدار هذا الانتفاخ، هو رفع القدمين إلى أعلى، أرفع قدميك لدى ا لعودة إلى البيت بعد انتهاء الدوام. وفي الليل ضع وسادة تحت قدميك بحيث تصبحان أعلى قليلاً من مستوى القلب. كذلك فإن غمس القدمين في ماء بارد عند نهاية يوم حار من شأنه أن يقلل الحكة والتورم.

الحذر من لسع قناديل البحر:

يجب على السباحين في المياه المالحة الانتباه إلى قناديل البحر – تلك الكائنات الهلامية الزرقاء التي يمكن أن يراها السباحون طافية في الماء. ومع أن من الصعب تجنب هذه القناديل، إلا أن بالإمكان التخفيف من حدة لسعها إذا عرف السباح كيف يتعامل معها. ثم أن أكثر أنواعها لا يحدث أكثر من إزعاج بسيط يمكن تحمله بسهولة.

وقناديل البحر لا تعد من الأنواع السميكة وإنما هي من العضويات البدائية البسيطة التركيب. ونظراً إلى أن قنديل البحر ليست له جملة عصبية، فإنه لا يستطيع التحرك بفعل قوته الذاتية وإنما يظل طافياً قرب سطح الماء، يحركه تدافع التيارات والرياح، وتبقى ذؤاباته الخيطية التي يلسع بها مدلاة في الماء تحته، حيث تظل محجوبة عن أعين السباحين. ولكل واحد من هذه الخيوط آلاف من خلايا اللسع المجهرية. وفي كل خيط شعيرات تؤذن الخيط المتدلي باحتكاكه بأحد الأجسام وعندها تنبعث من الخيط مواد سامة ومعظم أنواع قناديل البحر ليس خطيراً وإنما يسبب حكة جلدية وتلوناً جلدياً شبيهين بأعراض التحسس.

ولكن هناك نوع منها شديد الخطر هو نوع كبير الحجم يطلق عليه اسم " السفينة الحربية البرتغالية " وخيوطه تمتد تحته في الماء مسافات طويلة قد تبلغ أحياناً أمتاراً. والسم الذي يطلقه هذا النوع من قناديل البحر أشد فتكاً، وقد يسبب للملسوع صداعاً وغثياناً وإقياء وإغماء.

إن لسعك قنديل البحر ابق هادئ لا تتحرك خلال الدقائق القليلة الأولى – لأن الحركة وارتفاع الحرارة يمكن أن يزيدا من سرعة جريان السم في الدورة الدموية. تجنب استخدام الماء العذب لغسل مكان اللسعة أو الوقوف تحت المرش ( الدوش ). فالماء العذب قد يسبب تفجر الجريبات التي يكون قنديل البحر قد تركها على الجلد وإطلاقها مزيداً من السموم.

فإذا ظلت ذؤابات من قنديل البحر ملتصقة بالجلد (ونادراً ما يحدث هذا)، فيستحسن غسل المنطقة بالخل لمنع الخلايا من إطلاق سموم إضافية. ثم تستعمل منشفة لإزالة الخيوط العالقة وتغسل المنطقة بمياه البحر فإذا لم توجد فبمياه عذبة ممزوجة بالملح.

ويمكن استعمال مرهم هايدرو كورتيزون أو عقارات أخرى بسيطة لتخفيف حدة الحكاك والاحساس بالحرقة.

وختاماً: كل عام وأنتم بخير وأتمنى لكم صيفاً ممتعاً وإجازة سعيدة.

الدكتور عبد الله بن محمد العيسى

استشاري أمراض طب وجراحة الجلد والعلاج بالليزر

 

The best bookmaker in the UK William Hill - whbonus.webs.com William Hill