أطفالنا وأهم الأمراض الجلدية لديهم

الدكتور وليد علي الغامدي

 

الأكزيما التأتبية أو البنيوية  Atopic Dermatitis

هي نوع من الحساسية التي تصيب صغار السن وتبدأ عادة بعد شهر من الولادة، وقد يكون مصاحب لحساسية الجلد حساسية بالصدر أو الأنف، ولم يجد العلماء سبب مباشر لهذه الحساسية ومن هم الذين سيصابون بها؟ وهل تستمر مدى الحياة أم لا؟  ولكن نسبة الشفاء منها 80% بإذن الله وذلك بعد سن الخامسة إلى سن العاشرة، وقد تمتد مدة الحياة ولكن لحسن الحظ النسبة ضئيلة من المرضى ووجد العلماء أن الذكور أكثر إصابة من الإناث.

وهذه الأكزيما لا يوجد لها علاج يشفيها ولكن كل العلاجات الحالية هي علاجات للتحكم في الطفح الجلدي، وتمتاز هذه الأكزيما بوجود طفح جلدي وبثور حمراء على مناطق معينة مثل الوجه وباطن المفاصل وظهر القدم وكذلك اليدين.

يجب وضع مرطب للجلد يصفه الطبيب للمريض عدة مرات يوميا لأن الطفح الجلدي للأكزيما يزداد في الجلد الجاف والجو يلعب دورا مهما لزيادة هذه الأكزيما حيث أنها تزيد في الجو الجاف.

وعند الاستحمام يفضل استخدام صابون دوف الأبيض واستخدام الدش فقط، وبعد التجفيف الخفيف (بحيث لا يكون التجفيف تماما حيث يكون هناك قطرات قليلة من الماء على الجسم) يوضع المرطب ويفضل الاستحمام مرتين يوميا عندما تكون الأكزيما حادة مع وضع المرطب كما ذكر سابقا.

وكذلك يجب عدم لبس ملابس الصوف أو النايلون لأنها قد تهيج الجلد ويفضل أيضا عدم الجلوس في الأماكن الباردة والحارة جدا.

كذلك يجب عدم استخدام ملين الملابس أو معطر الملابس لأنه يحتوي على مواد كيميائية تؤدي إلى تهيج الجلد، ويجب عند الانتهاء من الغسيل بالصابون أن يتم دوران الغسالة مرتين بالماء فقط لتصفية الصابون لأن وجود الصابون العالق على الملابس مع العرق قد يؤدي إلى تهيج البشرة.

أما الطعام فلا يوجد أي دليل طبي على أن نوع معين منه قد يؤدي إلى ازدياد الطفح ولكن الأم تلاحظ الطفل فإن كان هناك أي نوع يؤدي إلى التهيج فيتوقف عن هذا النوع من الطعام عدة أسابيع ثم يعطى مرة أخرى فإن أدى إلى الطفح فيتوقف عن هذا النوع من الطعام.

يجب استخدام المراهم والأدوية التي تعطى من قبل الطبيب ما عدا المرطب الذي يجب استعماله دائما.

من المعروف أن هؤلاء المرضى يتعرضون أكثر من غيرهم إلى التهابات الجلد البكتيرية والفيروسية، فإذا لاحظ الوالدين أي تغيرات مثل الفقاعات الصغيرة أو التقيحات الجلدية فإنه يجب عرض المريض فورا على الطبيب المعالج.

وقد وجد علاجا جديدا للأكزيما التأتبية لا يشمل مواد كورتيزونية وهو أفضل من العلاجات الموجودة حاليا حيث أن التحكم بالأكزيما يكون لفترة أطول.

حساسية الحفاظ:

الحساسية من الحفاظ من الالتهابات الشائعة عند الأطفال ويقدر نسبتها 75% من الطفح الجلدي الذي يتعرض له الطفل خلال العامين الأولين من حياته.

تكون هذه الحساسية على شكل بثور أو نفط جلدي لونه أحمر في الأماكن الخاصة (أي مكان الحفاظ) مع حكة شديدة.  وهذه الحكة قد تمنع الطفل من النوم أو الراحة وتزيد الحكة عند التبول أو البراز.

هنا يأتي السؤال:  ما هي أسباب حساسية الحفاظ؟

  1. الالتهابات الفطرية والبكتيرية: المنطقة المغطاة بالحفاظ تكون عادة رطبة ودافئة وبالتالي فهي مأوى للبكتيريا والفطريات.
  2. عدم تغير الحفاظ لفترة طويلة وبالتالي فإن البول والبراز قد يسبب طفحا جلديا.
  3. قد يسبب الحفاظ نفسه حساسية الحفاظ بسبب المواد المصنعة للحفاظ خاصة إذا ترك لفترة طويلة من غير تغيير، وتسمى بالحساسية التلامسية.

إذا كيف نمنع حدوث حساسية الحفاظ؟

  1. يجب تغيير الحفاظ دوريا أقل شيء كل 4 ساعات وعند حدوث البلل يجب التغيير فورا.
  2. يجب غسل المناطق الخاصة عند تغيير الحفاظ بالماء مع التجفيف.

عند حدوث الحساسية ما العمل؟

  1. أولا يجب تغيير الحفاظ دوريا كل ساعتين إن أمكن أو عند وجود البول والبراز.
  2. يجب إراحة المنطقة المصابة من الحفاظ على الأقل ساعتين يوميا.
  3. للأطفال أعمارهم أكبر من سنة:  يمكن تقليل السوائل في الليل وذلك لمنع التبول.
  4. تغيير الحفاظ قبل النوم مباشرة وكذلك عند الاستيقاظ صباحا.
  5. عند تغيير الحفاظ يجب وضع مواد مانعة لالتصاق البول والبراز على الجلد الملتهب.
  6. يجب استعمال الأدوية التي تعطى من قبل الطبيب.
  7. هذه فترة عصيبة على الوالدين والطفل ويحدث تحسن لدى الطفل خلال 3 أيام من استعمال هذه الأدوية والنصائح.
  8. أخيرا يجب مراجعة الطبيب عند حدوث حساسية الحفاظ، لأنه الشخص الوحيد الذي يعرف ما هو الدواء والشفاء من عند الله.

الالتهابات البكتيرية للجلدية عند الأطفال

الأطفال هم أكثر عرضة من غيرهم للالتهابات البكتيرية للجلد وذلك لأن مناعة الجلد في طريقها للتطور والنمو، وأكثر أنواع البكتيريا التي تصيب الأطفال هي العنقوديات الذهبية والعنقوديات المقيحة.

وأنواع الالتهابات البكتيرية الشائعة هي:

القوباء  Imptigo

وهي التهاب سطحي للجلد يمتاز بطفح جلدي أحمر وتقشر ذهبي اللون مع وجود فقاعات بها ماء لون أصفر إلى معكر (ليس دائما).  ومسبباته هي:

  1. تجمع للبكتيريا في الجلد خاصة في الجو الحار الرطب.
  2. وجود الأكزيما البنيوية.
  3. كل ما كان الطفل صغيرا كان أكثر عرضة للالتهابات البكتيرية.
  4. عدم النظافة الشخصية.
  5. الازدحام.
  6. إهمال الجروح الصغيرة في الجلد.
  7. المركبات الاسيترودية خاصة في الأطفال المصابين بالأكزيما البنوية.

العلاج:

  1. الابتعاد عن المسببات المذكورة أعلاه.
  2. الذهاب إلى الطبيب وعدم الذهاب إلى الصيدلي لمعالجة الحالة.
  3. قد يتم استخدام أدوية مضادات حيوية بالفم أو بالوريد أو مراهم موضعية.
  4. وأهم من ذلك كله هي النظافة الشخصية والتهوية الصحية للمكان.

القوباء السوداء  Ecthyma :

  1. وهي التهاب جلدي مثل القوباء العادية ولكن تكون أشد قوة وأكثر عمقا.  مسبباتها بالإضافة إلى ما سبق فهناك:
  2. جرح قديم مهمل.
  3. قرصة بعوضة مهملة مع الهرش ويؤدي إلى التهاب بكتيري.
  4. طفل مريض بالسكر يكون أكثر من غيره عرضة للإصابة بالالتهاب البكتيري عن الأطفال الآخرين.

العلاج:

مثل ما سبق أعلاه.

الالتهابات الفطرية الجلدية

الالتهابات الفطرية للأرجل

(أقدام الرياضيين  Athletes Foot)

ويحدث ذلك عندما تتكاثر الفطريات ما بين أصابع القدم خاصة ما بين الرابع والخامس، وشكل الالتهابات الجلدية هي جلد جاف مائل للبياض في المنطقة المذكورة أعلاه، ويحدث خاصة عند مشي الأطفال في المسابح أو المراكز الرياضية حافي القدمين.

العلاج:

  1. نظافة الأرجل وخاصة ما بين الأصابع مع التجفيف التام.
  2. عدم المشي حافي القدمين لكي لا يتم عدوى الأشخاص الآخرين.
  3. استخدام المراهم المضادة للفرطيات.

جدري الماء  Chichen Pox

وسببه فيروس معد يدعى Varicella Zoster يصيب الأطفال عادة في مرحلة سن الدراسة، وعند الإصابة به فهو يعطي مناعة دائمة للمريض.

ويتميز الجدري المائي بارتفاع في درجة حرارة الجسم عادة تكون بسيطة ثم يبدأ ظهور الطفح الجلدي وهو عبارة عن فقاعات صغيرة مليئة بسائل لا لون له ومن ثم يتحول إلى لون معكر وتختفي الحرارة.  وعادة تصيب هذه الفقاعات الجسم ثم الأطراف مع حكة شديدة، وقد تؤدي إلى التهابات بكتيرية مع ندبات.

العلاج:

  1. العمل على تخفيض الحرارة.
  2. استخدام مضادات الهيستامين للسيطرة على الحكة.
  3. استخدام مضادات الفيروس، وهذه التوصية الجديدة لتخفيف آثار الجدري المائي.
  4. يفضل استحمام الطفل بالماء وقليل من الصابون.
  5. إبعاد الطفل المصاب عن المدرسة لمدة أسبوع إلى عشرة أيام وكذلك إبعاده عن النساء الحوامل.

الأكزيما العرقوبية  Eczema Herpeticum

عبارة عن التهاب فيروسي لجلد مصاب بمرض جلدي كالأكزيما التأتبية، والالتهاب الفيروسي هو بواسطة فيروس الهيربس يصاب به الأطفال أكثر من الكبار.

والمريض يصاب بارتفاع في درجة الحرارة ودوخة وطفح جلدي وهو يشمل فقاعات صغيرة تنتهي على شكل ندبات، وهي منتشرة في كافة أنحاء الجسم خاصة الوجه والرقبة والجسم.

العلاج:

  1. عادة الأكزيما العرقوبية تستمر من 2 – 6 أسابيع وقد تتكرر عدة مرات.
  2. يجب الاعتناء بالمرض الجلدي السابق للالتهاب.
  3. استخدام مضادات الالتهابات الفيروسية.
  4. قد يستخدم المضادات الحيوية عن طريق الفم أو الموضعية.

د. وليد علي الغامدي

استشاري أمراض وجراحة الجلد والعلاج بالليزر