ما الذي تود أن تعرفه عن الأشعة فوق البنفسجية؟

•  طباعة 

التفاصيل

انشأ بتاريخ: السبت، 20 نيسان/أبريل 2013 06:16

كتب بواسطة: الإدارة

الدكتور محمد غياث الدين التركماني

 إن الحديث عن أشعة الشمس وفوائدها وأضرارها، وكذلك الأشعة فوق البنفسجية UV Lightوالتي تستخدم لعلاج كثير من الأمراض الجلدية مثل البهاق والصدفية أمرٌ يهم الكثيرين. ورأيت اليوم أن أتحدث عن هذا المجال بالتحديد. تقسم الأشعة بشكل عام إلى أشعة مرئية وأشعة غير مرئية. وتعتبر الأشعة الشمسية خير مثال عن الأشعة المرئية. أما المثال الآخر عن الأشعة غير المرئية فهي الأشعة فوق البنفسجية والتي لها صيت ذائع بين الناس.

 : هناك ثلاثة أنواع من الأشعة فوق البنفسجية  UVR تختلف باختلاف أطوالها

 الأشعة فوق البنفسجية A  320 – 400 نانو متر

 الأشعة فوق البنفسجية B  290 – 320 نانو متر

  الأشعة فوق البنفسجية C 200 – 290 نانو متر

 إن طول الموجة مهم جداً، لأنه كلما طالت الموجة أصبحت الأشعة أقل ضرراً وكذلك أقل تسبباً لأورام جلدية. فإذا أخذنا مثال أشعة C والتي هي أقصر الموجات طولاً فهي أشعة مسرطنة ولها تأثير سلبي جداً على الجلد. ولله الحمد فإنها لا تصل إلى الأرض لسبب وجود طبقة الأوزون والتي تمنع وصول هذه الأشعة إلى الأرض وهي تستخدم كثيراً لقتل واصطياد الحشرات الطائرة وليس لها أي استخدام طبي.

ما أشعة Bفالحديث عنها يطول وهو مهمٌّ لأنها تشكل في الوقت الحاضر أكثر من 90% من استخدامات الأشعة. وهي نوعين: أحدهما قديم ولا يستخدم في الوقت الحاضر ويدعى الأشعة فوق البنفسجية واسعة الطيف BB UVB وطول موجته من 290 – 320 نانومتر ولأن المدى له طويل فقد تم اختيار نوع جديد بحزمة ضوئية وحيدة طول موجته 311 نانومتر وهو ما يسمى  NB UVB ناروباند " الأشعة فوق البنفسجية ذات الحزمة الضيقة " وهو أقل ضرراً من  BB UVB. ويعتبر جهاز الناروباند هو الجهاز الرئيس الذي يستخدم في جميع العيادات في العالم في الوقت الحاضر.

وهو بلا شك جهاز فعال وآمن جداً، وهو معروف منذ أكثر من 15 سنة وهو لعلاج كثير من الأمراض الجلدية من أهمها الصدفية والبهاق ويستخدمه المريض 2 – 3 مرات في الأسبوع وقد يصل استخدامه إلى عدة شهور.

ولا يوجد هناك عدد محدد من الجلسات يجب أن لا يزيد المريض عليها، أو جرعة تراكمية لا يسمح بالزيادة عنها، وإنما هناك اجتهادات غير مدروسة. والسؤال الذي يجب الإجابة عنه هل هناك ضرر من هذه الأشعة ؟ والجواب أنها آمنة جداً بإذن الله. إذا تم استخدامها عن طريق الأطباء وبجرعات مدروسة.

ويمكن تقسيم أضرار هذا النوع من الأشعة إلى حتمية ومحتملة الحدوث من اسمرار الجسم ( Tan ) وهو يزول بعد عدة أشهر من التوقف عن العلاج، أو حدوث احمرار يستمر لمدة شهرين بعد الجلسات .

أما المضاعفات النادرة جداً فهي حدوث حروق وفقاعات بالجلد وهي بسبب زيادة الجرعة.

والسؤال الأهم : هل هذه الأجهزة تسبب سرطان في الجلد ؟ والجواب على ذلك أن الجهاز القديم وهو BB UVB نظرياً قد يسبب ذلك أما عملياً فهو نادرٌ جداً. وسبب اختيار الجهاز الجديد NB UVB هو لجعل هذه الأشعة أكثر فعالية وأقل ضرر من الأشعة القديمة.

وخلال 15 سنة السابقة لم أشاهد أو أسمع أي حالة سرطان جلد بسبب أشعة الناروباند NB UVB .

 ويجب أن لا نقارن أجهزة الناروباند بأجهزة التسمير التجميليةTan لأن الأخيرة والمتوفرة في صالونات التجميل هي عبارة عن أجهزة أشعة فوق البنفسجية متعددة أطوال الموجة ولا يوجد هناك أي قياس لمقدار الأشعة المعطاة. ويتعرض المريض لها لعدة فترات في السعة مما يسبب كمية تراكمية من الأشعة قد تكون ضارة. و حذّرت جمعية الغذاء والدواء الأمريكية الـ " FDA" العام الماضي من استخدام مثل هذه الأجهزة لأنها قد تسبب ضرر بالجلد. وأستطيع القول أنه من الناحية النظرية يمكن لمثل هذا النوع من الأشعة أن تسبب سرطان في الجلد فهي تماماً تشبه تعرّض المريض لأشعة الشمس أكثر من اللازم.

فنحن نحذر من مثل هذه الأجهزة لأنها غير آمنة. أما الأشعة الطبية والتي تعطى تحت إشراف طبي فيجب أن نطمئن مرضانا الكرام بأنها آمنة بإذن الله لأنها تعطى بجرعات مدروسة ومعروفة.

وأريد هنا أن أضرب مثالاً شبيها آخر  فمثلاً حبوب منع الحمل إذا أخذتها المريضة كما يجب فهي آمنة أما إذا زادت الجرعة فهي قد تسبب تجلطات بالدم وهذا لا يعني حتماً أن حبوب منع الحمل غير آمنة وقس على ذلك في حالات عديدة أخرى.

أما الأشعة فوق البنفسجية " A" فهي ضعيفة جداً وغير فعّالة لوحدها لذلك لابد من استخدام مادة Oxsoralen معها كي تكون فعّالة ويجب أن يأخذ المريض هذه الحبوب ساعة قبل التعرض لأشعة " A " وهو ما يسمى بوفا PUVA. وهي الآن لا تستخدم إلا نادراً جداً لأنها تتطلب فحص دم لوظائف الكبد وكذلك فحص للعينين قبل البدء وأثناء العلاج.

ولا تعطى للمرأة الحامل ولقد تم استبدالها بأشعة الناروباند NB UVB والتي هي أكثر فعالية لبعض الحالات ومؤكد أنها أكثر أماناً من أي نوع آخر.  

وفي الختام أود أن أوضح للسادة القرّاء أن التعرض للإضاءة المنزلية البيضاء والمتوفرة في منازلنا جميعاً تحتوي على طيف من الأشعة فوق البنفسجية ليس له أي قيمة طبية وبالتالي لا داعي مطلقا بوضع واقي شمسي عند التعرض لمثل تلك الإضاءة .

الدكتور محمد غياث التركماني

استشاري أمراض وجراحة الجلد والعلاج بالليزر