الشتاء .. البرد وجفاف الجلد

 

عادة ما يرتدي الناس في فصل الشتاء طبقات عدة من الثياب ليحموا أجسامهم من تقلبات الطقس. ولكنهم غالبا لا يتخذون أي إجراءات لحماية جلودهم . حيث أن الجلد يواجه مشكلتين في فصل الشتاء الأولى هي قلة الرطوبة في الجو البارد والثانية هي جفاف الهواء داخل البيوت المدفأة، وتؤدي هاتان المشكلتان بدورهما لجفاف وتشقق الجلد. وبينما يبدو أن أخذ حمام دافئ ذي فترة طويلة هو إجراء جيد لتدفئة الجسم في الطقس البارد، فإنه قد يكون إجراءً مضراً بالجلد.  سأتكلم فيما يلي عن كيفية معالجة حالات جفاف الجلد وكيف أن استعمال المطريات اليومي يحافظ على نعومة ورطوبة الجلد.

                    

 

 

ما الذي يسبب جفاف الجلد؟

 

قبل كل شيء غالباً ما يكون لدى المصاب بجفاف الجلد تأهب وراثي لذلك ، وقد يؤدي جفاف الجلد الموروث هذا لحدوث ما نسميه الأكزيما ، والتي تؤدي لتشقق الجلد ، بالإضافة للحكة.

 

ومن الأسباب الأخرى درجة رطوبة الجو المحيط فالذين يعيشون في مدن جافة هم أكثر عرضة لجفاف الجلد من غيرهم.

 

ومما يفاقم جفاف الجلد استعمال المنظفات بكثرة والمواد المهيجة ، أو الاستحمام المتكرر ، وكل هذه الأمور تزيل حاجز الحماية المؤلف من الطبقة السطحية من البشرة بالإضافة إلى المواد الدهنية الموجودة على سطح البشرة ، وبالتالي يحدث ما يسمى بفقد الماء عبر البشرة.

 

 

ما هو النظام الذي يجب اتباعه في الشتاء للعناية بالجلد؟

 

يجب أخذ حمامات سريعة ( قصيرة المدة ) مائلة قليلاً إلى البرودة، ويجب استعمال صابونة لطيفة يفضل أن تكون ذات تركيبة مطرية. ويوجد في السوق حالياً غسولات للجسم تحوي فازلين ضمنها، والتي تغطي الجسم بطبقة شحمية رقيقة وتكون مفيدة للعديد من الناس. وعند الانتهاء من الاستحمام، يجب على الشخص أن ينشف جسمه بشكل خفيف دون أن يفركه بالمنشفة وأن يتركه رطباً قليلاً، وعندها يطبق مطرياً مناسباً (أي والجلد لا يزال رطباً بالماء).

 

كما أنه على الشخص قبل النوم إذا كان يلبس ثياباً قليلة أن يطبق مطريات قبل ذهابه للفراش. كما على الناس الذين تجف أيديهم باستمرار أن يحتفظوا بالمطري معهم أينما ذهبوا.

 

 

ما هو المطري الذي ينبغي على الناس أن يبحثوا عنه؟

 

على الناس ذوي البشرة الجافة أن يبحثوا عن المطريات الحاوية على حمض اللاكتيك Lactic acid ، وهو يساعد على دخول المطري لطبقات عميقة من البشرة ، وهناك أيضاً المطريات الحاوية على تراكيز خفيفة جداً من حمض الغليكوليك Glycolicacid ، والمطريات الحاوية على اليوريا Urea، ووظيفته تشبه وظيفة حمض اللاكتيك، وأكثر ما يفيد في البشرة الجافة بشدة خاصة على المرافق المتشققة في فصل الشتاء.

 

إن المطري الأفضل للجسم والذي لا يحبه الناس غالباً هو الفازلين والذي غالباً لايوجد في مطريات الوجه أو يوجد بنسبة ضئيلة (ولا ينصح به للإستخدام المستمر على الوجه). إنه مطرٍ ممتاز للجسم ولكنه لزج جداً.

 

 

هل يمنع الشرب الكثير للماء حدوث جفاف للجلد؟

 

ما لم يكن الشخص مصاباً بالتجفف فلن يفيد شرب الماء بكميات كبيرة جلده الجاف . وكذلك ما لم يكن لدى الشخص نقص في أحد الحموض الدسمة فإن أكل الدسم بكميات كبيرة أيضاً لن يطري جلده.

 

 

هل هناك أشياء أخرى يجب تجنبها بالإضافة إلى الحمامات الساخنة لفترة طويلة؟

 

يجب تجنب لبس الصوف على الجسم مباشرة لدى الأشخاص الذين لديهم جفاف جلد أو أكزيما لأنه يزيدهما ، ويجب لبس القطن على الجلد مباشرة ليعزل الجلد عن الثياب الصوفية.

 

 

متى يجب أن يراجع المصاب بجفاف الجلد طبيبه؟

 

إذا أصيب بحكة شديدة ، أو إذا بدأ يشعر بعدم الارتياح، أو أن جفاف الجلد والحكة يمنعانه من النوم، أو إذا كان يكره منظر جلده، عندها من الأفضل أن يراجع طبيبه.

       

 

 

الدكتورة رزان قادري

استشارية أمراض وجراحة الجلد والعلاج بالليزر